التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
عقيدة السلف في أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم
ص (ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، المطهرات المبرآت من كل سوء، أفضلهن خديجة بنت خويلد اسم> وعائشة الصديقة بنت الصديق اسم> التي برأها الله في كتابه، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم، ومعاوية اسم> خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، أحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم).
س 59 (أ) ماذا يجب لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم رأس> (ب) ولماذا سُمِّينَ بأمهات المؤمنين. (ج) وما معنى مطهرات ومبرآت. (د) وأيهن أفضل. (هـ) وما حكم من قذف عائشة اسم> (و) وماذا يقال في معاوية اسم> (ز) وما معنى كونه خال المؤمنين؟
سؤال> ج 59 (أ) يجب الترضي عنهن، وإظهار ما لهن من الفضل والمآثر، ولا شك أن الله ما اصطفى لنبيه إلا أفضل نساء زمانه، ولهذا رضين بالانتماء إليه، حيث وعدهن الله أنهن أفضل من سائر النساء، كقوله تعالى رسم> يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ قرآن> رسم> [الأحزاب]، وخيرهن الله بين الدنيا وزينتها، وبين الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، وعدد من دخل بهن النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة، ومات عن تسع.
(ب) وسمين أمهات المؤمنين لقول الله تعالى: رسم> النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ قرآن> رسم> [الأحزاب]، أي بمنزلة الأمهات في التوقير والاحترام، وعدم حلهن لأحد بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، لا في الخلوة والنظر والمحرمية، لأن الله أمرهن بالحجاب، وإدناء الجلابيب، ونهاهن عن تبرج الجاهلية كغيرهن.
(ج) ومعنى المطهرات طاهرات النفوس والقلوب، البعيدات عن رذائل الأمور، وكذا المبرآت أي من الأدناس والفواحش والميل إليها، وذلك كرامة لنبيه، أن اصطفى له خيرة نساء أهل زمانه.
(د) أما أفضلهن فلا شك أن خديجة اسم> وعائشة اسم> هما أفضل نسائه عليه الصلاة والسلام، فخديجة اسم> أفضل بالسبق والمؤازرة والمواساة، وكونه لم يتزوج عليها، ورزق منها أولادا ونحو ذلك، وعائشة اسم> ظهر فضلها بكونه تزوجها بكرا ولم يتزوج بكرا غيرها، وكون الوحي ينزل إليه في بيتها، وكذا بما حفظت عنه من العلم والفقه الذي انتفع به من بعدها.
(هـ) ومن فضل عائشة اسم> نزول براءتها في القرآن لما رماها أهل الإفك، فأنزل الله فيها وحيا يتلى، وعلى هذا فمن رماها بما برأها الله منه فهو كافر، مكذب للقرآن، مستحق للإثم والعذاب العظيم، وذلك أنها كغيرها من نسائه قد جعلهن الله زوجات له في الدنيا والآخرة، فلا بد أن تكون كل منهن طاهرة، مبرأة من الفاحشة ونحوها، حماية لفراش نبيه صلى الله عليه وسلم.
(و) وأما معاوية اسم> فهو ابن أبي سفيان اسم> وهو من أفاضل الصحابة، أسلم مع أبيه، وصار كاتبا للوحي عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم صار من قواد الجيوش في الشام اسم> فجاهد وفتح بلادا كثيرة، ولما قتل عثمان اسم> طالب بدمه، وقاتل لأجل ذلك، حتى قتل علي اسم> ثم بايعه أهل الشام، وبايعه الحسن بن علي اسم> واجتمع عليه الأمر، وبقي خليفة للمسلمين، وفيهم بقية الصحابة، ولم يطعن أحد في خلافته ولا في دينه، وله فضل الصحبة، والأمانة لكتابة الوحي، والجهاد، وسائر أعمال الخير مما يمدح به.
(ز) ومعنى كونه خال المؤمنين أنه أخو أم حبيبة أم المؤمنين اسم> إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
مسألة>